
انتهت كلمات الوصف في موهبة برشلونة لامين يامال، ولم يعد هناك ما يقال في التعبير عن الإعجاب بفنونه الخارقة وشخصيته التي منحته سنوات فوق عمره الصغير.
بقيت لغة الأرقام، الوحيدة القادرة على وصف ما يحدث على الأرض، وعلى التمييز بين موهبته في هذا السن، وبين من سبقوه من أساطير الكرة وبشكل خاص ليونيل ميسي صانع أمجاد البارسا الحديثة، وكريستيانو رونالدو النجم الذي صال وجال في ملاعب إسبانيا وأوروبا بقميص الريال.
بعمر 17 عاما، كان يامال يخوض مباراته رقم 100، وفي لقاء من الجولة قبل النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان عملاق إيطاليا، وتمكن هذا الشاب الصغير الذي لا يزال مراهقا في المدرسة، من تحطيم كل الأرقام الممكنة وغير الممكنة في ذات الوقت، حيث سجل بهذا العمر22 هدفا محليا وأوروبيا ودوليا مع منتخب إسبانيا، وقدم 33 تمريرة مساعدة، بمجموع 55 مساهمة تهديفية في 100 مباراة متعددة المستويات.
ولو عدنا للخلف قليلا، وقارنا ما حققه هذا الفتى الأسمر مع من سبقوه، نجد أن ليونيل ميسي سجل هدفا واحدا ولم يقدم أي تمريرة مساعدة في عمر الـ 17، وبالنسبة لكريستيانو فقد سجل 5 أهداف وقدم 4 تمريرات مساعدة في هذا السن، وهو ما يظهر الفارق الكبير مع موهبة يامال التي ولدت كبيرة، ويبدو أنها في الطريق لتحطيم كل الأرقام التي اعتقدنا في يوم من الأيام أنها ستبقى صامدة لسنوات عديدة حتى يأتي من يقترب من موهبة ميسي وكريستيانو.
ما فعله يامال ليلة المؤية، تسبب في عاصفة من الإعجاب في عالم الكرة، حيث حول الجبهة اليمنى التي يشغلها إلى نار لم تخمد جذوتها إلا مع صافرة النهاية، وتسبب في إرهاق ثلاثي الدفاع الإيطالي الذي حاول إيقافه باستوني و ديماركو ومخيتريان الذي انضم إلى الثنائي من الوسط.
ورقميا..تمكن يامال من تسديد 6 كرات منها اثنتان على المرمى وواحدة دخلت الشباك وأخرى ارتدت من يد الحارس سومر إلى العارضة، كما لمس الكرة 363 مرة كأكثر من لمسها خلال المباراة ومرر 48 تمريرة، وكأنه فريق كامل.
نعلم تماما أن هذا الفتى تجري في عروقه دماء عربية مغربية، وأن اسمه الذي اختارته له جدته أمين جمال، لكن تبقى ظروف اللغة في بلده الحالي إسبانيا تفرض علينا تناول الاسم كما يلفظه الإسبان، لكن ذلك لا يغني عن أن هذا (اللامين) فائق (الجمال) في الملعب، وأن موهبته ستمتعنا سنوات طويلة، إذا ما حافظ على ذات النسق في الأداء، والتعامل مع مختلف الظروف، إلى جانب النضج الذي نشاهده عليه في الملعب وخارجه في حواراته الإعلامية، التي تجاوز فيها سنه الصغيرة، وأثبت أنه يستحق كل هذا الاحترام والتقدير من أساطير الكرة العالمية، ومن اللاعبين والمدربين الذين يواجهوه ويكتوون بناره.